ما وراء إساءة اليهود إلى خاتم المرسلين محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم
حامد بن عبدالله العلي
قبل سنوات قال الباحث اليهودي الشهير إيلي فودا : ( إنَّ الفتاة اليهودية تاتيانا موسكين التي رسمت في عام 1997م ، النبيَّ محمدا صلى الله عليه وسلم بشكل بذيء ، لم تكن حالة استثنائية ، أو هامشية ، في المجتمع اليهودي ، بل هي إفراز طبيعي للحقن العنصري الذي قامت عليه دولة " إسرائيل " ) .
وكان الدكتور (أيلي فودا ) قد ضمن دراسة نشرها ، تحليلاً عميقاً ، وموثقاً ، للكتب التعليمية الإسرائيلية، ثم وصفها بأنها هدفت إلى تكوين أفكار مسبقة عن العربي الموصوف في الكتب بأنه "غشاش" و"متخلف" و"لص"، يستحيل التعايش معه.
ثم أورد 12 قصة ، وعدَّها محطات بارزة في التكوين التربوي التي اعتمدته "إسرائيل" في كتب التاريخ،
وبالإستدلال بالنصوص ، والصور ، والرسوم ، كشف كيفية إخضاع التاريخ "للسياسة الإسرائيلية" بحيث تعمق هذه المناهج النظرة العنصريِّة إلى العرب )
وأفرد في دراسته نماذج لكيفية بناء المستوطنات الأولى مع بدء مرحلة الهجرة إلى "إسرائيل"، ثم جعل من مستوطنة "بتاح تكفا" مثالاً ، وفيه تقول كتب التعليم "الإسرائيلية": إن اليهود حين شرعوا في بناء هذه المستوطنة كان بقربها قرية يقطنها العرب، وجوههم صفراء والذباب على وجوههم ولا يحاولون طرده، وكثير من العرب كانوا عمياناً يمشون وهم يمسكون أيدي بعضهم البعض، أما الأطفال فكانوا حفاة، بطونهم منفوخة من الأمراض وآثار لسعات حشرات الصحراء بادية على مناطق عديدة من أجسادهم شبه العارية ) أ.ه
،
وقبل خمس شهور تقريبا في أيلول 2008م ، صدر كتاب جديد مهم جداً ، لوزيرة التعليم السابقة في الكيان الصهيوني "شولميت ألوني" ، الكتاب عنوانه ( ديمقراطية مقرنة بالأصفاد ) ،
،
وقيمة الكتاب تكمن أنها تحدثت بصراحة بالغة ، حتى فضحت فيه عنصرية هذا الكيان المسخ ، ومدى الانهيار داخل مجتمعه ، وقد وصفته بأنه مجتمع طمّاع ، ومادي ، وفاسد.
،
ومما قالته فيه : ( إسرائيل نظام ابارتيد تفوح منه روائح العنصرية ، بكافة أنواعها).
،
وتهكمت من ادعاء إسرائيل بالديمقراطية ، وهي في الوقت نفسه تتبنَّى أساطير قديمة تبرِّر سياسة استخدام القوة ، ونهب أملاك السكان الأصليين ، وتتجاهل قرارات الأمم المتحدة ، والاتفاقات الدوليّة.
،
كما تحدثت "ألوني" في كتابها عن العنصرية التي يتعامل بها هذا الكيان تجاه الفلسطينيين حيث تجعل حياتهم ، وأملاكهم ، وأولادهم ، وشيوخهم ، أمراً مباحاً ، حتى بات العقاب الجماعي ، والاعتداء على المدنيين ، نهجا.
،
وهذه مقتطفات مهمّة من كتابها : ( إنّ إسرائيل تواصل احتلال شعب آخر ، وتتجاهل كافة محاولات تسوية الصراع ، وترفض مبادرات السلام ، وتمعن في التقوقع داخل ذاتها بعدما تحولت إلى نظام اثنوقراطي ) .
،
وتقول أيضا : ( إنَّ إسرائيل تعتقل الفلسطينيين ، وتفرض الحصار ، والجوع ، والحرمان ، وتقطع الكهرباء لإبقاء مليون ونصف المليون منهم في ظلام ، وهكذا هي معاملتها تجاه المواطنين العرب فيها.
،
وتقول أيضا : (إن إسرائيل تسعى دوما لبناء ذاتها على مشاعر أوروبا بالندم وتدأب على تكرار موالها المضحك "حقها بالعيش بأمان" ) .
،
وتقول : ( عاث المستوطنون فساداً في الأرض، وفي الخليل قام رجال وحاخامات بتدمير حياة المدينة : سلب ونهب، تخريب اقتصادي، وطرد، وتعذيب للمسنين والمرضى، الاعتداء بالكلاب على الناس ونثر أدوات حادة داخل المساجد لإصابة المصلين بجروح.
،
ثم تستشهد بعشرات الأحداث التي كانت يستغلها هذا الكيان لتحقيق أهدافه فتؤكد مثلا أن إطلاق النار على السفير الإسرائيلي في لندن شلومو ارجوف كان مجرد ذريعة لتنفيذ خطة معدة مسبقاً لاجتياح لبنان عام 1982.أ.ه
،
والعجيب في أمر هؤلاء الصهاينة أن عنصريتهم تتعامل مع الحضارة الإنسانية بعلاقة عكسية ، فكلَّما ازدادت حضارة البشرية ، تعمَّقت عنصرية الصهاينة .
،
وعلى سبيل المثال ، جميعنا يذكر الفتوى التي أصدرها مؤخَّرا الحاخام الأكبر لمستوطنة كريات أربع ولمستوطنات الخليل ، (دوف ليئور) لجيش الاحتلال وفيها أنه : (يحق لجيشنا قصف التجمعات السكنية في غزة حتى لو كان من يسكنها أبرياء... فلا يوجد أي نص في الشريعة اليهودية يأخذ بالحسبان عدم المساس بالأبرياء خلال الحرب).
وقبل 4 أعوام أوضح تقرير مركز «مساواة لرصد العنصرية » في الكيان الصهيوني أنه : ( تشير استطلاعات الرأي ، إلى أن هناك تصعيدا في التصريح العنصري ودعما لمواقف عنصرية تهدد كيان المواطنين العرب ، وكانت في سنوات الثمانينات تعتبر آراء كاهانية عنصرية) .
و أضاف أنَّ حركة «كاخ» التي أسسها مئير كاهانا اعتبرت في العام 1986 خارجة عن القانون، لكن «ها هي الأحزاب التي تنشر أفكارها العنصرية ، ومبادئها تنضم إلى الحكومة الإسرائيلية ، وتحصل على تأييد ودعم شعبي خطير) ، مشيرا إلى التشريعات العنصرية منها اقتراح 12 قانونا عنصريا تم تقديمها للكنيست).
وهذا النهج العنصري أصبح سمة واضحة للكيان الصهيوني ، يتخذ فيها سياساته العامة ، حتى تجاه غزة ، كما قال جون كول الباحث الأمريكي : ( نهاية لعبة شارون هي في فصل فلسطينيي الضفة الغربية إلى ثلاث بانتوسات وهي محميات كانت لسكان جنوب أفريقيا و تعتبر من مظاهر التمييز العنصري و التي يتم إحاطتها بشكل كامل من قبل القوات الإسرائيلية و المستوطنات، و الإبقاء على قطاع غزة كحي فقير دائم بشكل يظهر الفلسطينيين على أنهم تعساء و خطيرين... التأثير الرهيب لدولة إسرائيل في كونها تهبط إلى أن تصبح دولة تفريق عنصري دائمة.) جون كول ، نيويورك ريفيو.
وقد يندهش المرء حقا ، كيف أمكن لهؤلاء الصهاينة أن يعيشوا بكلِّ هذه الأحقاد ، والكراهية ، والعنصرية ، مع أنفسهم ، فضلا عن غيرهم ، ثم كيف استطاعوا أن ينالوا دعم الغرب الذي يدَّعي أنه يقود العالم الحر ، وهو يحتضن أكبر كيان عنصري بغيض في العالم ، ثم كيف استطاعوا أن يسَخِّروا الأنظمة العربية لتكون خدما لهم ، بل عبيد موثَّقون بسلاسل الرقّ ؟!!
وهذا كلُّه يجري وجرائم الصهاينة بادية للعيان لاتخفى على أحد ، وكيانهم يتمتَّع بحماية نفس الدول العظمى التي تقود المنظمات الدولية المعنية برعاية السلم العالمي ، وحقوق الإنسان ، وحريته!!
وليس لهذا تفسير سوى إمتلاك العلوِّ اليهودي الموعود والقريب من نهايته ، لمقاليد دول المركز للنظام العالمي ، ومؤسساته الأمميّة المسخَّرة له ، وبه ملك رقاب النظام العربي ، وبهذا أصبح يتحكَّم حتى في منظومة الخداع العالمي ، تلك الوسائل الإعلامية الغربية العملاقة ، ولهذا فهو يقترف كلِّ جرائمه العنصرية ، وجميع مفردات ثقافة الكراهية ، بينما هو يغلفها ساخراً من العالم بصورة الدولة العصرية الديمقراطية والمتحضرة !
غير أنَّ جميع البشائر ، تدل على أنَّ هذا العلو اليهودي آخذ في الإنهيار ، ومتجِّه للدمار ، وهاهو الكيان الصهيوني ينتخب (النتن) ياهو المتعفِّن بالعنصرية ، ولم يجد له نصيراً في حكومته سوى تلك الحشرات الصهيونية المتكوِّنة من مراحيض الحقد والكراهيّة ، ممن يسمّونهم اليمين ، واليمين المتطرّف ، وهم أهل الشمال ، والمشأمة ، بما سيجرّ إليه هذا التوجّه من مزيد من التورّط ، والهزائم بإذن الله تعالى .
هذا .. ولا أرى هذا الوعد الإلهي بسقوط كيانهم إلاَّ سنشهده قريبا ، وإنما قد انطلق عده التنازلي مع أوَّل عملية استشهادية نفذها الشاب أنور عزيز من حركة الجهاد الإسلامي عام 1993م حاشا سرور برهم الذي فجَّر نفسه مع عشرات الصهاينة في لغم في معركة حيفا 1948عام ففجَّر بذلك طريق ( النور ، والعزة) ، لقضيتنا الإسلامية الأولى .
ذلك أنّ العمليّات الإستشهاديّة هي التي لطَّخت المشروع الصهيوني بالدماء ، وكانت أبلغ رد على مسيرة الإستسلام ، ثم أخذت تلك الدماء الإستشهادية الزكيَّة تنتشر بعد ذلك على النجمة العنصرية ، وبها ستغرق بإذن الله تعالى .
ولا أدل على ذلك أيضا من تطاولهم الأخير على خير الخلق ، وسيد المرسلين ، ومصطفى ربِّ العالمين ، بعد إساءتهم إلى المسيح عليه السلام ، وأمَّه البتول الطاهرة .
ومعلوم أنَّ الله تعالى لايدع المتطاولين على رسله حتى يقصمهم ولو بعد حين ، فسينزل بأسه بهؤلاء الكفرة ، الفجرة ، الظلمة ، الكذبة ، الملاعين ، وسينصر الله تعالى دينه ، والله خير الناصرين .
والحمدلله رب العالمين
حامد بن عبدالله العلي
قبل سنوات قال الباحث اليهودي الشهير إيلي فودا : ( إنَّ الفتاة اليهودية تاتيانا موسكين التي رسمت في عام 1997م ، النبيَّ محمدا صلى الله عليه وسلم بشكل بذيء ، لم تكن حالة استثنائية ، أو هامشية ، في المجتمع اليهودي ، بل هي إفراز طبيعي للحقن العنصري الذي قامت عليه دولة " إسرائيل " ) .
وكان الدكتور (أيلي فودا ) قد ضمن دراسة نشرها ، تحليلاً عميقاً ، وموثقاً ، للكتب التعليمية الإسرائيلية، ثم وصفها بأنها هدفت إلى تكوين أفكار مسبقة عن العربي الموصوف في الكتب بأنه "غشاش" و"متخلف" و"لص"، يستحيل التعايش معه.
ثم أورد 12 قصة ، وعدَّها محطات بارزة في التكوين التربوي التي اعتمدته "إسرائيل" في كتب التاريخ،
وبالإستدلال بالنصوص ، والصور ، والرسوم ، كشف كيفية إخضاع التاريخ "للسياسة الإسرائيلية" بحيث تعمق هذه المناهج النظرة العنصريِّة إلى العرب )
وأفرد في دراسته نماذج لكيفية بناء المستوطنات الأولى مع بدء مرحلة الهجرة إلى "إسرائيل"، ثم جعل من مستوطنة "بتاح تكفا" مثالاً ، وفيه تقول كتب التعليم "الإسرائيلية": إن اليهود حين شرعوا في بناء هذه المستوطنة كان بقربها قرية يقطنها العرب، وجوههم صفراء والذباب على وجوههم ولا يحاولون طرده، وكثير من العرب كانوا عمياناً يمشون وهم يمسكون أيدي بعضهم البعض، أما الأطفال فكانوا حفاة، بطونهم منفوخة من الأمراض وآثار لسعات حشرات الصحراء بادية على مناطق عديدة من أجسادهم شبه العارية ) أ.ه
،
وقبل خمس شهور تقريبا في أيلول 2008م ، صدر كتاب جديد مهم جداً ، لوزيرة التعليم السابقة في الكيان الصهيوني "شولميت ألوني" ، الكتاب عنوانه ( ديمقراطية مقرنة بالأصفاد ) ،
،
وقيمة الكتاب تكمن أنها تحدثت بصراحة بالغة ، حتى فضحت فيه عنصرية هذا الكيان المسخ ، ومدى الانهيار داخل مجتمعه ، وقد وصفته بأنه مجتمع طمّاع ، ومادي ، وفاسد.
،
ومما قالته فيه : ( إسرائيل نظام ابارتيد تفوح منه روائح العنصرية ، بكافة أنواعها).
،
وتهكمت من ادعاء إسرائيل بالديمقراطية ، وهي في الوقت نفسه تتبنَّى أساطير قديمة تبرِّر سياسة استخدام القوة ، ونهب أملاك السكان الأصليين ، وتتجاهل قرارات الأمم المتحدة ، والاتفاقات الدوليّة.
،
كما تحدثت "ألوني" في كتابها عن العنصرية التي يتعامل بها هذا الكيان تجاه الفلسطينيين حيث تجعل حياتهم ، وأملاكهم ، وأولادهم ، وشيوخهم ، أمراً مباحاً ، حتى بات العقاب الجماعي ، والاعتداء على المدنيين ، نهجا.
،
وهذه مقتطفات مهمّة من كتابها : ( إنّ إسرائيل تواصل احتلال شعب آخر ، وتتجاهل كافة محاولات تسوية الصراع ، وترفض مبادرات السلام ، وتمعن في التقوقع داخل ذاتها بعدما تحولت إلى نظام اثنوقراطي ) .
،
وتقول أيضا : ( إنَّ إسرائيل تعتقل الفلسطينيين ، وتفرض الحصار ، والجوع ، والحرمان ، وتقطع الكهرباء لإبقاء مليون ونصف المليون منهم في ظلام ، وهكذا هي معاملتها تجاه المواطنين العرب فيها.
،
وتقول أيضا : (إن إسرائيل تسعى دوما لبناء ذاتها على مشاعر أوروبا بالندم وتدأب على تكرار موالها المضحك "حقها بالعيش بأمان" ) .
،
وتقول : ( عاث المستوطنون فساداً في الأرض، وفي الخليل قام رجال وحاخامات بتدمير حياة المدينة : سلب ونهب، تخريب اقتصادي، وطرد، وتعذيب للمسنين والمرضى، الاعتداء بالكلاب على الناس ونثر أدوات حادة داخل المساجد لإصابة المصلين بجروح.
،
ثم تستشهد بعشرات الأحداث التي كانت يستغلها هذا الكيان لتحقيق أهدافه فتؤكد مثلا أن إطلاق النار على السفير الإسرائيلي في لندن شلومو ارجوف كان مجرد ذريعة لتنفيذ خطة معدة مسبقاً لاجتياح لبنان عام 1982.أ.ه
،
والعجيب في أمر هؤلاء الصهاينة أن عنصريتهم تتعامل مع الحضارة الإنسانية بعلاقة عكسية ، فكلَّما ازدادت حضارة البشرية ، تعمَّقت عنصرية الصهاينة .
،
وعلى سبيل المثال ، جميعنا يذكر الفتوى التي أصدرها مؤخَّرا الحاخام الأكبر لمستوطنة كريات أربع ولمستوطنات الخليل ، (دوف ليئور) لجيش الاحتلال وفيها أنه : (يحق لجيشنا قصف التجمعات السكنية في غزة حتى لو كان من يسكنها أبرياء... فلا يوجد أي نص في الشريعة اليهودية يأخذ بالحسبان عدم المساس بالأبرياء خلال الحرب).
وقبل 4 أعوام أوضح تقرير مركز «مساواة لرصد العنصرية » في الكيان الصهيوني أنه : ( تشير استطلاعات الرأي ، إلى أن هناك تصعيدا في التصريح العنصري ودعما لمواقف عنصرية تهدد كيان المواطنين العرب ، وكانت في سنوات الثمانينات تعتبر آراء كاهانية عنصرية) .
و أضاف أنَّ حركة «كاخ» التي أسسها مئير كاهانا اعتبرت في العام 1986 خارجة عن القانون، لكن «ها هي الأحزاب التي تنشر أفكارها العنصرية ، ومبادئها تنضم إلى الحكومة الإسرائيلية ، وتحصل على تأييد ودعم شعبي خطير) ، مشيرا إلى التشريعات العنصرية منها اقتراح 12 قانونا عنصريا تم تقديمها للكنيست).
وهذا النهج العنصري أصبح سمة واضحة للكيان الصهيوني ، يتخذ فيها سياساته العامة ، حتى تجاه غزة ، كما قال جون كول الباحث الأمريكي : ( نهاية لعبة شارون هي في فصل فلسطينيي الضفة الغربية إلى ثلاث بانتوسات وهي محميات كانت لسكان جنوب أفريقيا و تعتبر من مظاهر التمييز العنصري و التي يتم إحاطتها بشكل كامل من قبل القوات الإسرائيلية و المستوطنات، و الإبقاء على قطاع غزة كحي فقير دائم بشكل يظهر الفلسطينيين على أنهم تعساء و خطيرين... التأثير الرهيب لدولة إسرائيل في كونها تهبط إلى أن تصبح دولة تفريق عنصري دائمة.) جون كول ، نيويورك ريفيو.
وقد يندهش المرء حقا ، كيف أمكن لهؤلاء الصهاينة أن يعيشوا بكلِّ هذه الأحقاد ، والكراهية ، والعنصرية ، مع أنفسهم ، فضلا عن غيرهم ، ثم كيف استطاعوا أن ينالوا دعم الغرب الذي يدَّعي أنه يقود العالم الحر ، وهو يحتضن أكبر كيان عنصري بغيض في العالم ، ثم كيف استطاعوا أن يسَخِّروا الأنظمة العربية لتكون خدما لهم ، بل عبيد موثَّقون بسلاسل الرقّ ؟!!
وهذا كلُّه يجري وجرائم الصهاينة بادية للعيان لاتخفى على أحد ، وكيانهم يتمتَّع بحماية نفس الدول العظمى التي تقود المنظمات الدولية المعنية برعاية السلم العالمي ، وحقوق الإنسان ، وحريته!!
وليس لهذا تفسير سوى إمتلاك العلوِّ اليهودي الموعود والقريب من نهايته ، لمقاليد دول المركز للنظام العالمي ، ومؤسساته الأمميّة المسخَّرة له ، وبه ملك رقاب النظام العربي ، وبهذا أصبح يتحكَّم حتى في منظومة الخداع العالمي ، تلك الوسائل الإعلامية الغربية العملاقة ، ولهذا فهو يقترف كلِّ جرائمه العنصرية ، وجميع مفردات ثقافة الكراهية ، بينما هو يغلفها ساخراً من العالم بصورة الدولة العصرية الديمقراطية والمتحضرة !
غير أنَّ جميع البشائر ، تدل على أنَّ هذا العلو اليهودي آخذ في الإنهيار ، ومتجِّه للدمار ، وهاهو الكيان الصهيوني ينتخب (النتن) ياهو المتعفِّن بالعنصرية ، ولم يجد له نصيراً في حكومته سوى تلك الحشرات الصهيونية المتكوِّنة من مراحيض الحقد والكراهيّة ، ممن يسمّونهم اليمين ، واليمين المتطرّف ، وهم أهل الشمال ، والمشأمة ، بما سيجرّ إليه هذا التوجّه من مزيد من التورّط ، والهزائم بإذن الله تعالى .
هذا .. ولا أرى هذا الوعد الإلهي بسقوط كيانهم إلاَّ سنشهده قريبا ، وإنما قد انطلق عده التنازلي مع أوَّل عملية استشهادية نفذها الشاب أنور عزيز من حركة الجهاد الإسلامي عام 1993م حاشا سرور برهم الذي فجَّر نفسه مع عشرات الصهاينة في لغم في معركة حيفا 1948عام ففجَّر بذلك طريق ( النور ، والعزة) ، لقضيتنا الإسلامية الأولى .
ذلك أنّ العمليّات الإستشهاديّة هي التي لطَّخت المشروع الصهيوني بالدماء ، وكانت أبلغ رد على مسيرة الإستسلام ، ثم أخذت تلك الدماء الإستشهادية الزكيَّة تنتشر بعد ذلك على النجمة العنصرية ، وبها ستغرق بإذن الله تعالى .
ولا أدل على ذلك أيضا من تطاولهم الأخير على خير الخلق ، وسيد المرسلين ، ومصطفى ربِّ العالمين ، بعد إساءتهم إلى المسيح عليه السلام ، وأمَّه البتول الطاهرة .
ومعلوم أنَّ الله تعالى لايدع المتطاولين على رسله حتى يقصمهم ولو بعد حين ، فسينزل بأسه بهؤلاء الكفرة ، الفجرة ، الظلمة ، الكذبة ، الملاعين ، وسينصر الله تعالى دينه ، والله خير الناصرين .
والحمدلله رب العالمين